الثلاثاء، مارس 16

أنـاسٌ منسيون..

بشر يعيشون بيننا .. يأكلون من ما نأكل .. ويهتمون بنا أكثر من ما نهتم بهم .. يسألون عنا ولا نسأل عنهم .. يعرفون عنا ولا نعرف عنهم .. يجاهدون لإرضائنا ونحن بالكاد نرضى عنهم .. عارفون بهمومنا ونحن لا نعيرهم شيئاً .. قلوبهم تحملنا وتحمل غيرنا أقرب منا .. هم أناس منسيون .. ونحن أُناس بالرفاهية غارقون .. وباللامبالاة شاطرون .. تعودنا أن لا نهتم إلا بأنفسنا ..وننسى من هم بجانبنا..

منذ الزمن القديم والعمل متعارف أنه ركن أساسي في حياة البشر .. وتختلف المهن من البسيطة إلى المرموقة عالية المستوى ..

وحين تجتمع الغربة مع المهنة البسيطة المستحقرة من ضعاف النفوس .. وفي مجتمع لديه ثقافة العيب الخاطئة ولا يقدر أهمية هذه المهن البسيطة .. وينظر إليها بعين الاحتقار .. كل هذه العوامل تجعل من عامل المهن البسيطة شخص انتقامي على من حوله وعلى من هم أعلى منه فالمعيشة .. فلنرتقي بتعاملنا معهم لكي نكسب رضا الله سبحانه وتعالى عنا ..

فكل منا لديه سائق .. شغالة .. حارس منزل وووو إلخ ..

من منّا فكّر ولو لمجرد تفكير فقط .. أن يبدي اهتمامه بهذا العامل المسكين .. ويسأله عن أحواله وأحوال أهله المساكين ..

تتوقعون ما هو شعوره ؟؟

مجرد دردشة بسيطة.. سوف تجعله أكثر قرباً منك .. وسوف تدخل إلى نفسه السعادة والسرور ..

حدثني صديق لي .. أنه يوما ما وبالصدفة طبعاً أدار وجهه لعاملهم .. ودار الحديث بينهم ... وأخبره أنه من إعجابه بابن أخو صديقي اسما ابنه باسم ابن أخيه ..

فلاحظوا أنهم يتفاخرون بنا .. بالفعل هم مساكين .. يتحدثون دائما عنا ويحكون لأولادهم قصصنا .. ونحن ليتنا بالابتسامة نقابلهم ..

دعوة لكل من يقرأ ما أكتب .. أن يقترب لهم فهم بشر لديهم همومهم .. فبجلسة واحدة قد نزيل الكثير والكثير من ما يعانون .. اسألوهم عن أطفالهم عن أهله عن أحوالهم .. اقتربوا منهم لتنالوا الرضا منهم .. هم إخواننا في الإسلام .. قبل أن يكونوا عاملين لدينا .. فما بالكم إذا اقتربوا أكثر إلينا ,, فلا نجعل ما يربطنا بهم سوا (الإقامة) ..

فلو اقتربنا منهم لما ابتعدوا .. ونحن نعاني كثيرا من هروبهم في أوساطنا .. ولكن لم نسأل أنفسنا لماذا .؟؟ وإذا سألنا فنحن بارعون في استنتاج إجابة تبرأنا من قسوتنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق