الأحد، مارس 14

قاضي بلا رحمة ..





الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

قاضي بلا رحمه

(حكم_جلاد _ شرطي_ قاضي _ حرامي )

جلس أحدنا ينتظر الدور ليكون جلاداً ليضع السوط بتمكن على ذلك الحرامي الذي حكمت عليه الأقدار أن يكون في هذا المكان. .
والغريب في الأمر أننا لم نُحيط القاضي بالاهتمام
..ولم يكن في الحُسبان غير إنه زيادة عدد .. فلم يكن له دوراً بارزاً يلعبه غير مسماه..

وكان الحكم هو من يختار العقاب والجلاد هو من ينفذ الحُكم بقسوة بالغه

لا تقِل عن قسوة ذلك الحاكم الظالم وما حكم به

كانت لعبه جميلة ولكن بمثابة مسرحية الحياة

ولكن هنا فرق كبير بين براءة الطفولة في الحياة

وبين استمتاعنا بسُلطة الحاكم وقسوة الجلاد على تلك المسرحية ..

لله در المجتمع اليوم فما رأينا فيه إلا مسرحيات ملئت بالأحكام..
فهذا يحكم على ذاك بالفسوق وآخر ينعته بالكذب وهذا يقذف أخاه بالتزييف فيا للهول من هؤلاء الفاشلين تناسوا سلسلة المهام وأخذوا من صفات الحكم ذيلها دون تفكير ولا مراقبه ولا التماس أعذار..

حكم انتقامي يفعلونه بفخر علماً أن القضية لم تمر على قاضي

كنا صغار نجهل دور القاضي في اللعبة

أما اليوم فيتجاهلونه الحكام المُدّعين عمدا ليعم الظلم و يسترسل الفساد..

جاء دور الجلاد الذي يحمل بيده سوط الجلاّد فكم من ظُلم أمر علين أيها الأكارم

كم من شخص حكمنا عليه ظلماً أنه جاهل والآخر حكمنا عليه إنه متخاذل وذاك حجبنا عنه الحق والآخر دحضنا حجته بكذبة فكنا جلاّدين بلا سياط إلا بالباطل ندعيه فنفرضه ونتقلده بحقد ومرض ونحيله إلى حق ..

قد نجد من يستمع إلينا ويصفق لنا ويشاركنا الظلم
والبهتان.. وقد نجد من يستمتع إلينا صامتا خوفاً أن يُحكم عليه
..كالقصاص تماماً يهمنا أن ينفذ الحكم ليستتب الأمن حتى لو شكينا في براءة المتهم وإن كان بجانب الرحمة التي تهتف :

(المتهم بريء حتى تثبت إدانته)

وضعناها قصص بوليسية جانباً.. لنصبح نحن أبطالها.. كل يوم متمسكين بأول من تحمِلَنا أحقادنا على إدانته ..

لا وسطية أشاهدها في مسرحيتنا الجاهلة

فلا أرانا نطمح للمثالية وهذا جبن مزجناه بواقعية.

كما لا غابة أشاهدها أمامي..إذاً لا أشاهد ملكا داخلها سويا نعتمد عليه.. وعدم وجوده أكبر شاهد على جهلنا..

فلسنا أسوياء حتى نتوسم خيرا في أحدنا فنعطيه أمر قضانا..

أحقاد تتوالى وسوء تقدير قادم وكذب معتمد وأحكام بلا رحمه..

لا قواعد واضحة لهذه اللعبة فإذا كنت ذا مبدأ وجدت
حكاماً يبغضون المبادئ ..

وإن سخّرت نفسك إمعة تضايقوا منك فحكموا عليك حسب توجهاتهم ..

هناك نقطة اتفاق بين مسرحية الحياة ولعبة الطفولة أن منصب الحاكم قد يتقلده نكرة أحيانا لا يصلح حتى لتقويم نفسه..

هناك في اللعبة حسب قرعة اللعبة وفي الحياة بتعميد نفسه الأمارة بالسوء عن جهل، ومن آخرين يسعدهم كثيرا تحكيما لسفهاء، في حين نجد أن العقلاء يدعون دائما :

(اللهم لا تُحكم علينا سفهاءنا)

ثقافتنا تزداد سلبياً وكل منا ينتظر الحكم في أي لحظة...


رسائل إلى فرسان اللعبة:


إلى الشرطي :
نحن لم نتحدث عنك لأن دورك في هذه اللعبة هو إحضار المشتبه بهم لينتهي دورك عند ذلك الحد

الحاكم :

رفقاً لست مهيئاً أن تحكم على غيرك وأنت منشغلاً عن نفسك التي أنت بها أولى

الجلاد :
هل أنت كفء لعقاب الآخرين, ومقتنع بما تفعل؟

القاضي :
اسكتوك ولم تجابه فهل سكوتك رضاء أم سخط
.

اللص :
شاءت الأقدار أن يعلموك وبعدك ستعلم غيرك
.. لن تجد من يساعدك لأنك لم تساعد أحدًا من قبل وربما لن تفعل في القادم..

شاءت الأقدار أن يصنعوك وبعدك ستصنع غيرك .. لن تجد من يؤازرك لأنك لم تؤازر أحداً من قبل وربما لن تفعل في القادم.

عذراً لأبطال اللعبة

لأنها فاشلة ولا فضيلة داخل أحداثها وغموضها ما زادها إلا فشلاً....

ما أكثر من تجده ينصب نفسه حاكماً وهو لا تقوم له قائمة على الآخرين....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق