الخميس، مارس 25

حـكاية الـ0ـعشـ2ـرون ..

حزين هذا العمر .. لم أعش عمراً بقوة في حياتي كما عشت عمر الـ20 بكل إعوجاجاته ونقشه المهلك .. فكل لحظة أتنفس فيها أشعر أن الثواني تزحف .. كل هَبّة تمر أمامي تحمل في طياتها ابتسامة صغيرة ودمعة ثقيلة ومزيداً من التعب .. هذا العمر طويلاً مازال يقترب إلي .. مازال واقفاً أمامي يظهر ملامحه ويلصقها بملامحي .. وأنا منتظر رحيله لأنعم بعمرٍ آخر ..

في هذا العمر غمرني الحزن .. قوته جبرتني على الاستسلام .. دفعني إلى الهلاك في كثير من الأحيان وإلى الحلم في بعضها .. أمطرني بالخوف .. في هذا العمر تمنيت أن لا أكون .. أن أموت في ركن ما في مكان لا يعلم به أحد .. وأن لا يشعر بي أحد ..ولا يتضايق مني أحد .. ولا يستهزئ أو يدمع أو يصرخ بوجهي أحد .. في هذا العمر عزفتُ ألحاناً وانحنيت كثيراً لحد الهلاك ..

قبل هذا العمر كنتُ متماسكا .. ضحكتي حين تطلق فهي لا تموت .. الظلام لم يكن يدر بمخيلتي ربما ألوان أخرى ولكن ليس الظلام .. كانت حياتي محاطة بالألوان .. كنت كتوم لا أحد يشعر بي .. حين أصرخ حين أبكي حين أحزن..

في سنة واحدة تسكن الشياطين المجنونة والعاقلة داخلي .. تلتهمني أنياب البشر .. لم أعش قبل كصنم وإنسان في ذات اللحظة .. جافٌ وعذب .. لم أسمح من قبل أن يرى أحد دمعتي المنهارة تحت وطأة تعذيب القدر .. لكنه حدث حين تعود لي جميع نصائحي لتنصحني بدورها .. لم أصدق أن باستطاعة الإنسان أن يقتل آخرا بالكلمات .. يقتله بمعنى يقتله .. يمزقه .. يوقف قلبه .. ينهي نبضاته .. فبعدها لا يقوى إلا أن ينطق بالشهادتين .. كانت قوتي تنهارُ كما لو كنت حصنٌ قديم يأوي إليه الشاردون من حقيقتهم ولكنهم لم يحسنوا الجلوس به .. فدمروا جماله وأصبح متهالك آوي للسقوط ..

هذا العمر ثقيل جداً .. رغم ما دار به إلا أن هناك من لا يفهمك .. مازال هذا العمر يبعث إليك أُناس يؤكدون لك أنت كما نرغب نحن..و كما نراك .. وهم يرونك عكس ما أنت عليه .. مازال يعقد لسانك حول رقبتك فتشتد عقدته و تفقد التنفس كما تفقد النطق ..

إني أهرب منك أيها العمر .. وأهرب من حولي ومن كل شي .. أملا في أن تعود أنفاسي .. أشعر أنني خائف جداً من العمر الذي رفض المغادرة ,, إلى متى سيظل هكذا ؟

دعني وشأني أيها العمر .. دعني

الخميس، مارس 18

إذا نطق الرويبضه

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة"

صدقت يا رسول الله .. وها نحن نشاهدهم أمامنا بكثرة .. نطق الرويبضة .. نطق يا رسول الله ..

هم مجموعة من البشر .. الذين لم تتبنى عقولهم سوا قاعدة الخراب والفساد والانحلال .. يكتبون و يتبهرجون ويتغنون في أمر عامة المسلمين .. مثقفون ولكن ثقافة ساقطة ..

فهذا الرويبضة .. نظرته دانية محدودة .. لا تأخذ به إلا لعلوم مظلمة غارقة بالجهل .. حيثُ لا يعرف للطهر معنى ولم يسمع عن شيء اسمه الفضيلة ..لذلك نجده يترقب لكل زلة لسان أو خطأ عن منهم يقومون بواجبهم تجاه الحفاظ على كيان هذا الدين ..

يبادرنا دائما بالهجوم المكشوف المفضوح .. الذي لا ينتج إلا حياة بائسة وشقاء .. وما هو إلا انعكاس مستنقعات تلك الأفكار البهيمية ..

وما استغربه حقًا أن بعض من لديه مساحة جيدة في أي صحيفة ما غالبًا مايكون من هذا النوع .. الليبرالي .. العلماني .. الـ"لاشيء ..!!

أيضاً ما استغربه أن ما يلفت انتباه هذا الرويبضة كل ماله علاقة بالدين الإسلامي .. وأن أكبر همّه وهْمِه الذي أعمى بصيرته لإيجاد القصور سواء في علماء أو رجال الدين أو بالأحرى في الدين نفسه..

ولكنه لم يتذكر أن الله سبحانه تعالي قد تكفل بحفظ دينه .. وهيئ له من العباد الصالحين من الذين لا يميلون و لا يتمايلون .. في عالم دنيء يعج بأصحاب العقول المظلمة الكئيبة الناقمة على الناس والدين ..

إن عقولاً عمياء كعقول هؤلاء .. استحالة عليها أن تفهم المقاصد الحسنة لذوي الأيادي البيضاء .. كما إنه من الصعب عليها أن تستوعب النظرة المستقبلية لهم ..

وتزداد حياتهم تعقيدا وتتجه إلى الجحيم عندما يروا تعلق الناس بهم ..

إذاً هي عقول لا تتحدث إلا في أمر العامة بآراء تقترب وتكاد أن تتفوق على أفلام ديزني الخيالية إلى العقل والمنطق ..

مثقفون نعم ، ولكن ليست كل ثقافة صالحة ..

والله إني أشفق عليهم ، هم من بني جلدتنا ويتكلمون لغتنا ، وما أكثرهم بيننا ..

وأخيرا قال سبحانه وتعالى: إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ..

الثلاثاء، مارس 16

أنـاسٌ منسيون..

بشر يعيشون بيننا .. يأكلون من ما نأكل .. ويهتمون بنا أكثر من ما نهتم بهم .. يسألون عنا ولا نسأل عنهم .. يعرفون عنا ولا نعرف عنهم .. يجاهدون لإرضائنا ونحن بالكاد نرضى عنهم .. عارفون بهمومنا ونحن لا نعيرهم شيئاً .. قلوبهم تحملنا وتحمل غيرنا أقرب منا .. هم أناس منسيون .. ونحن أُناس بالرفاهية غارقون .. وباللامبالاة شاطرون .. تعودنا أن لا نهتم إلا بأنفسنا ..وننسى من هم بجانبنا..

منذ الزمن القديم والعمل متعارف أنه ركن أساسي في حياة البشر .. وتختلف المهن من البسيطة إلى المرموقة عالية المستوى ..

وحين تجتمع الغربة مع المهنة البسيطة المستحقرة من ضعاف النفوس .. وفي مجتمع لديه ثقافة العيب الخاطئة ولا يقدر أهمية هذه المهن البسيطة .. وينظر إليها بعين الاحتقار .. كل هذه العوامل تجعل من عامل المهن البسيطة شخص انتقامي على من حوله وعلى من هم أعلى منه فالمعيشة .. فلنرتقي بتعاملنا معهم لكي نكسب رضا الله سبحانه وتعالى عنا ..

فكل منا لديه سائق .. شغالة .. حارس منزل وووو إلخ ..

من منّا فكّر ولو لمجرد تفكير فقط .. أن يبدي اهتمامه بهذا العامل المسكين .. ويسأله عن أحواله وأحوال أهله المساكين ..

تتوقعون ما هو شعوره ؟؟

مجرد دردشة بسيطة.. سوف تجعله أكثر قرباً منك .. وسوف تدخل إلى نفسه السعادة والسرور ..

حدثني صديق لي .. أنه يوما ما وبالصدفة طبعاً أدار وجهه لعاملهم .. ودار الحديث بينهم ... وأخبره أنه من إعجابه بابن أخو صديقي اسما ابنه باسم ابن أخيه ..

فلاحظوا أنهم يتفاخرون بنا .. بالفعل هم مساكين .. يتحدثون دائما عنا ويحكون لأولادهم قصصنا .. ونحن ليتنا بالابتسامة نقابلهم ..

دعوة لكل من يقرأ ما أكتب .. أن يقترب لهم فهم بشر لديهم همومهم .. فبجلسة واحدة قد نزيل الكثير والكثير من ما يعانون .. اسألوهم عن أطفالهم عن أهله عن أحوالهم .. اقتربوا منهم لتنالوا الرضا منهم .. هم إخواننا في الإسلام .. قبل أن يكونوا عاملين لدينا .. فما بالكم إذا اقتربوا أكثر إلينا ,, فلا نجعل ما يربطنا بهم سوا (الإقامة) ..

فلو اقتربنا منهم لما ابتعدوا .. ونحن نعاني كثيرا من هروبهم في أوساطنا .. ولكن لم نسأل أنفسنا لماذا .؟؟ وإذا سألنا فنحن بارعون في استنتاج إجابة تبرأنا من قسوتنا ..

الأحد، مارس 14

قاضي بلا رحمة ..





الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

قاضي بلا رحمه

(حكم_جلاد _ شرطي_ قاضي _ حرامي )

جلس أحدنا ينتظر الدور ليكون جلاداً ليضع السوط بتمكن على ذلك الحرامي الذي حكمت عليه الأقدار أن يكون في هذا المكان. .
والغريب في الأمر أننا لم نُحيط القاضي بالاهتمام
..ولم يكن في الحُسبان غير إنه زيادة عدد .. فلم يكن له دوراً بارزاً يلعبه غير مسماه..

وكان الحكم هو من يختار العقاب والجلاد هو من ينفذ الحُكم بقسوة بالغه

لا تقِل عن قسوة ذلك الحاكم الظالم وما حكم به

كانت لعبه جميلة ولكن بمثابة مسرحية الحياة

ولكن هنا فرق كبير بين براءة الطفولة في الحياة

وبين استمتاعنا بسُلطة الحاكم وقسوة الجلاد على تلك المسرحية ..

لله در المجتمع اليوم فما رأينا فيه إلا مسرحيات ملئت بالأحكام..
فهذا يحكم على ذاك بالفسوق وآخر ينعته بالكذب وهذا يقذف أخاه بالتزييف فيا للهول من هؤلاء الفاشلين تناسوا سلسلة المهام وأخذوا من صفات الحكم ذيلها دون تفكير ولا مراقبه ولا التماس أعذار..

حكم انتقامي يفعلونه بفخر علماً أن القضية لم تمر على قاضي

كنا صغار نجهل دور القاضي في اللعبة

أما اليوم فيتجاهلونه الحكام المُدّعين عمدا ليعم الظلم و يسترسل الفساد..

جاء دور الجلاد الذي يحمل بيده سوط الجلاّد فكم من ظُلم أمر علين أيها الأكارم

كم من شخص حكمنا عليه ظلماً أنه جاهل والآخر حكمنا عليه إنه متخاذل وذاك حجبنا عنه الحق والآخر دحضنا حجته بكذبة فكنا جلاّدين بلا سياط إلا بالباطل ندعيه فنفرضه ونتقلده بحقد ومرض ونحيله إلى حق ..

قد نجد من يستمع إلينا ويصفق لنا ويشاركنا الظلم
والبهتان.. وقد نجد من يستمتع إلينا صامتا خوفاً أن يُحكم عليه
..كالقصاص تماماً يهمنا أن ينفذ الحكم ليستتب الأمن حتى لو شكينا في براءة المتهم وإن كان بجانب الرحمة التي تهتف :

(المتهم بريء حتى تثبت إدانته)

وضعناها قصص بوليسية جانباً.. لنصبح نحن أبطالها.. كل يوم متمسكين بأول من تحمِلَنا أحقادنا على إدانته ..

لا وسطية أشاهدها في مسرحيتنا الجاهلة

فلا أرانا نطمح للمثالية وهذا جبن مزجناه بواقعية.

كما لا غابة أشاهدها أمامي..إذاً لا أشاهد ملكا داخلها سويا نعتمد عليه.. وعدم وجوده أكبر شاهد على جهلنا..

فلسنا أسوياء حتى نتوسم خيرا في أحدنا فنعطيه أمر قضانا..

أحقاد تتوالى وسوء تقدير قادم وكذب معتمد وأحكام بلا رحمه..

لا قواعد واضحة لهذه اللعبة فإذا كنت ذا مبدأ وجدت
حكاماً يبغضون المبادئ ..

وإن سخّرت نفسك إمعة تضايقوا منك فحكموا عليك حسب توجهاتهم ..

هناك نقطة اتفاق بين مسرحية الحياة ولعبة الطفولة أن منصب الحاكم قد يتقلده نكرة أحيانا لا يصلح حتى لتقويم نفسه..

هناك في اللعبة حسب قرعة اللعبة وفي الحياة بتعميد نفسه الأمارة بالسوء عن جهل، ومن آخرين يسعدهم كثيرا تحكيما لسفهاء، في حين نجد أن العقلاء يدعون دائما :

(اللهم لا تُحكم علينا سفهاءنا)

ثقافتنا تزداد سلبياً وكل منا ينتظر الحكم في أي لحظة...


رسائل إلى فرسان اللعبة:


إلى الشرطي :
نحن لم نتحدث عنك لأن دورك في هذه اللعبة هو إحضار المشتبه بهم لينتهي دورك عند ذلك الحد

الحاكم :

رفقاً لست مهيئاً أن تحكم على غيرك وأنت منشغلاً عن نفسك التي أنت بها أولى

الجلاد :
هل أنت كفء لعقاب الآخرين, ومقتنع بما تفعل؟

القاضي :
اسكتوك ولم تجابه فهل سكوتك رضاء أم سخط
.

اللص :
شاءت الأقدار أن يعلموك وبعدك ستعلم غيرك
.. لن تجد من يساعدك لأنك لم تساعد أحدًا من قبل وربما لن تفعل في القادم..

شاءت الأقدار أن يصنعوك وبعدك ستصنع غيرك .. لن تجد من يؤازرك لأنك لم تؤازر أحداً من قبل وربما لن تفعل في القادم.

عذراً لأبطال اللعبة

لأنها فاشلة ولا فضيلة داخل أحداثها وغموضها ما زادها إلا فشلاً....

ما أكثر من تجده ينصب نفسه حاكماً وهو لا تقوم له قائمة على الآخرين....