الاثنين، يونيو 14

أُزيلت الأقنعة وكُشف المستور..



عالمنا مليء بالعجائب التي تجعلك في حالة من الذهول ..

عالم نرا به مايسرنا ومايتعسنا .. إلا أن هذا العالم بدأوا

أناسه يختفون خلف الأقنعة .. يتداعون المثالية ويجهلونها..

ولكن عندما تسقط الأقنعة ينكشف ماخفي وراءها من أشكال

تتشكل بجيمع الألوان كالحرباء ..

أشخاصٌ اعتقدتهم جميلين ورسخت تلك الصورة الجميلة بداخلي ..

ولكن للأسف فعندما أمسكت المرسام لم أعلم أنني لا أجيد الرسم ..

فحسنت صور مشوهة .. ولونتها بألوان الحياة ..

ولكني لم أكتشف أنني ألون في الظلام ..

تتنوع الوجوه طيلة حياتنا منها الجميل ومنها تلك التي تجمع الأضداد..

فبعضها نجعلها قريبة منا والأخرى ترانا بعيدين عنهم ..

وتأتي الايام والمواقف بمهمة الكشف عن الأعماق والأوجه والنوايا..

الوجوه المحببة لدينا نقترب منها ونمنحها جواز

دوبلماسي فالدخول إلى عالمنا وأحلامنا ..

نعرف أدق تفاصيلها فالقبح فيها نراه جمالا..

نعتاد على حضورها ونتشوق لها في غيابها ونعتقد في لحظة نقاء أن تلك

الوجوه التي طالما غفت أعيننا على أشكالها لا تتغير.. وأن تلك الأوجه التي

ابتسمت لنا غير قابلة للتشويه والتساقط..

وفجأة تلك الوجوه التي طالما أغرقتنا بجمال حسنها تسقط !

! ولم تسقط هي بل ذلك القناع بدأ يسقط ..

تلك الوجوه التي أرتدت الأقنعة الآن تكشف عن حقيقة وجوههم التي أمطرناها

حباً وسقيناها عشقا .. فحتما سندرك بعد ذلك جحيمٌ كان حولنا ..

وندرك حجم تعدد الأقنعة التي أرتادوها لتكاد أن تصبح وجوههم الحقيقة

أو بالأحرى أصبحت ..

مرتادوا الأقنعة لا يحرك فيهم ساكنٍ إن تم كشف وجههم..

بل الادني والأمر من ذلك نجدهم يبحثون عن قناع آخر .. في حياتنا الكثير منهم ..

وأمنيتي أن لايتم كشف المزيد .. لان القلب لم يعد يتسع لألمٌ آخر

الخميس، مارس 25

حـكاية الـ0ـعشـ2ـرون ..

حزين هذا العمر .. لم أعش عمراً بقوة في حياتي كما عشت عمر الـ20 بكل إعوجاجاته ونقشه المهلك .. فكل لحظة أتنفس فيها أشعر أن الثواني تزحف .. كل هَبّة تمر أمامي تحمل في طياتها ابتسامة صغيرة ودمعة ثقيلة ومزيداً من التعب .. هذا العمر طويلاً مازال يقترب إلي .. مازال واقفاً أمامي يظهر ملامحه ويلصقها بملامحي .. وأنا منتظر رحيله لأنعم بعمرٍ آخر ..

في هذا العمر غمرني الحزن .. قوته جبرتني على الاستسلام .. دفعني إلى الهلاك في كثير من الأحيان وإلى الحلم في بعضها .. أمطرني بالخوف .. في هذا العمر تمنيت أن لا أكون .. أن أموت في ركن ما في مكان لا يعلم به أحد .. وأن لا يشعر بي أحد ..ولا يتضايق مني أحد .. ولا يستهزئ أو يدمع أو يصرخ بوجهي أحد .. في هذا العمر عزفتُ ألحاناً وانحنيت كثيراً لحد الهلاك ..

قبل هذا العمر كنتُ متماسكا .. ضحكتي حين تطلق فهي لا تموت .. الظلام لم يكن يدر بمخيلتي ربما ألوان أخرى ولكن ليس الظلام .. كانت حياتي محاطة بالألوان .. كنت كتوم لا أحد يشعر بي .. حين أصرخ حين أبكي حين أحزن..

في سنة واحدة تسكن الشياطين المجنونة والعاقلة داخلي .. تلتهمني أنياب البشر .. لم أعش قبل كصنم وإنسان في ذات اللحظة .. جافٌ وعذب .. لم أسمح من قبل أن يرى أحد دمعتي المنهارة تحت وطأة تعذيب القدر .. لكنه حدث حين تعود لي جميع نصائحي لتنصحني بدورها .. لم أصدق أن باستطاعة الإنسان أن يقتل آخرا بالكلمات .. يقتله بمعنى يقتله .. يمزقه .. يوقف قلبه .. ينهي نبضاته .. فبعدها لا يقوى إلا أن ينطق بالشهادتين .. كانت قوتي تنهارُ كما لو كنت حصنٌ قديم يأوي إليه الشاردون من حقيقتهم ولكنهم لم يحسنوا الجلوس به .. فدمروا جماله وأصبح متهالك آوي للسقوط ..

هذا العمر ثقيل جداً .. رغم ما دار به إلا أن هناك من لا يفهمك .. مازال هذا العمر يبعث إليك أُناس يؤكدون لك أنت كما نرغب نحن..و كما نراك .. وهم يرونك عكس ما أنت عليه .. مازال يعقد لسانك حول رقبتك فتشتد عقدته و تفقد التنفس كما تفقد النطق ..

إني أهرب منك أيها العمر .. وأهرب من حولي ومن كل شي .. أملا في أن تعود أنفاسي .. أشعر أنني خائف جداً من العمر الذي رفض المغادرة ,, إلى متى سيظل هكذا ؟

دعني وشأني أيها العمر .. دعني

الخميس، مارس 18

إذا نطق الرويبضه

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة"

صدقت يا رسول الله .. وها نحن نشاهدهم أمامنا بكثرة .. نطق الرويبضة .. نطق يا رسول الله ..

هم مجموعة من البشر .. الذين لم تتبنى عقولهم سوا قاعدة الخراب والفساد والانحلال .. يكتبون و يتبهرجون ويتغنون في أمر عامة المسلمين .. مثقفون ولكن ثقافة ساقطة ..

فهذا الرويبضة .. نظرته دانية محدودة .. لا تأخذ به إلا لعلوم مظلمة غارقة بالجهل .. حيثُ لا يعرف للطهر معنى ولم يسمع عن شيء اسمه الفضيلة ..لذلك نجده يترقب لكل زلة لسان أو خطأ عن منهم يقومون بواجبهم تجاه الحفاظ على كيان هذا الدين ..

يبادرنا دائما بالهجوم المكشوف المفضوح .. الذي لا ينتج إلا حياة بائسة وشقاء .. وما هو إلا انعكاس مستنقعات تلك الأفكار البهيمية ..

وما استغربه حقًا أن بعض من لديه مساحة جيدة في أي صحيفة ما غالبًا مايكون من هذا النوع .. الليبرالي .. العلماني .. الـ"لاشيء ..!!

أيضاً ما استغربه أن ما يلفت انتباه هذا الرويبضة كل ماله علاقة بالدين الإسلامي .. وأن أكبر همّه وهْمِه الذي أعمى بصيرته لإيجاد القصور سواء في علماء أو رجال الدين أو بالأحرى في الدين نفسه..

ولكنه لم يتذكر أن الله سبحانه تعالي قد تكفل بحفظ دينه .. وهيئ له من العباد الصالحين من الذين لا يميلون و لا يتمايلون .. في عالم دنيء يعج بأصحاب العقول المظلمة الكئيبة الناقمة على الناس والدين ..

إن عقولاً عمياء كعقول هؤلاء .. استحالة عليها أن تفهم المقاصد الحسنة لذوي الأيادي البيضاء .. كما إنه من الصعب عليها أن تستوعب النظرة المستقبلية لهم ..

وتزداد حياتهم تعقيدا وتتجه إلى الجحيم عندما يروا تعلق الناس بهم ..

إذاً هي عقول لا تتحدث إلا في أمر العامة بآراء تقترب وتكاد أن تتفوق على أفلام ديزني الخيالية إلى العقل والمنطق ..

مثقفون نعم ، ولكن ليست كل ثقافة صالحة ..

والله إني أشفق عليهم ، هم من بني جلدتنا ويتكلمون لغتنا ، وما أكثرهم بيننا ..

وأخيرا قال سبحانه وتعالى: إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ..